التعريف بقبيلة بني هاشم
يرجع نسب بني هاشم أو كما يعرفون باسم الهاشميين إلى قبيلة قريش العربية، ويعدُّ قريش سليل النبي إسماعيل ابن النبي إبراهيم - عليهم السلام -، وقد جاء إلى مدينة مكة المكرمة لأوّل مرةٍ خلال القرن الثاني الميلادي، وبعد ستة أجيالٍ من الحكم لمكة المكرمة، انتقل الحُكم إلى الجيل الأول من قريش عام 480م؛ حيث تولّى قصي بن كِلاب الجد الأكبر للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - قيادة مكة ذلك العام، أمّا اسم هاشم فقد جاء من حفيد قصي الذي سمّي بذلك الاسم، ويعدُّ الهاشميون أحفاد النبي مباشرةً من خلال ابنته فاطمة وزوجها علي بن أبي طالب.
تجدر الإشارة إلى أن علي بن أبي طالب هو خليفة المسلمين الرابع وابن عم النبي محمد عليه السلام، وله ولدان من السيدة فاطمة ابنة النبي وهما الحسن والحسين، وقد عُرِف أحفاد الحسن باسم الأًشراف، أمّا أحفاد الحسين فقد عُرِفوا باسم الأسياد، وتُنسب العائلة المالكة الأردنية إلى بني هاشم، من خلال فرع النسب الشريفي "الأًشراف" من سلالة الحسن بن علي.
تاريخ الهاشميين برز الهاشميون
منذ عهد قصي بن كِلاب من خلال العديد من الأعمال؛ كإدارة الحج، وأعمال الرفادة والسقاية، وتميّزوا بقيادتهم السياسية والاجتماعية، كما أسَّسوا "دار الندوة" لتكون مكاناً لعقد الندوات، والاجتماعات، والتشاور، ومناقشة السياسات العامة، وقد بدأوا بوضع نظامٍ لقيادة الدولة بعد تقسيم مكة المكرمة إلى أرباع؛ حيث أسّسوا حلف الفضول بقيادة بني عبد مناف، وذلك لدفع الأذى عن الناس، وتوفير الأمن لمواكب الحج قبل الإسلام، كما عملوا على تنظيم شؤون الناس على أساس العدل والمساواة، واستمرَّ الهاشميون بالحفاظ على مكانتهم ومنزلتهم الدينية، والتاريخية، والمعنوية بين القرشيين في الحجاز بعد ظهور الاسلام، وطوال العصور الإسلامية.
بقيت إدارة الحجاز بيد الأَشراف بعد سيطرة الدولة العثمانية على مصر وبلاد الشام في الأعوام 1516-1517م، واستمروا بالإشراف على البيت الحرام، وتأمين الحج والحجاج، وكان ذلك طيلة فترة الحكم العثماني للبلاد العربية، واستمرَّ ذلك حتى العاشر من شهر حزيران عام 1916م وهو التاريخ الذي انطلقت فيه الثورة العربية الكبرى؛ كخطوةٍ أولى لتأسيس الدولة العربية على يد الهاشميين بعد زمنٍ من التغييب، وقاد الهاشميون حركة النهضة العربية الحديثة من أجل تحقيق الاستقلال والسيادة العربية من خلال إنشاء جمعيات استقلالية من الأحرار العرب، وتمّ اختيار الأمير فيصل ابن الشريف الحسين أمير مكة ليكون قائداً لحركة النهضة والثورة لمكانته الدينية، والشرعية، والتاريخية.
مكانة الهاشميين في التاريخ
يعدُّ هاشم جدَّ الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان أعلى الناس قدراً في مكة المكرمة، وكان يهشم الثريد ويُطعم الجائعين، لذا لُقِّب بهاشم، أي هاشم الثريد، وبعدها غلب هذا اللقب على اسمه؛ الذي كان عمرو (هاشم) بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
احتفظ الهاشميون بريادة السلالة القرشية، وقد حظوا بتقدير واحترام زوار البيت الحرام في مكة والمدينة؛ فقد اُعتبروا صفوةً أخلاقيةً وفكرية وأهلاً للإدارة السياسية، وبقوا يمثِّلون طليعة المجتمع في مكة والمدينة، كما برزت مكانة الهاشميين ومنزلتهم التاريخية والدينية خلال رحلتي الشتاء والصيف فقد تركوا أطيب الأثر لدى الناس في الحجاز، ومصر، واليمن، والشام وغيرها، بالإضافة لذلك تمتّع الهاشميون بقيمٍ إنسانية رافقت مسيرتهم عبر التاريخ تمثّلت بإدراكهم العميق لقيمة المجتمع المستقل وسيادة الدولة، وأهمية قيمة الحرية المسؤولة، والتي تُعدُّ جميعها قيماً عالية الشأن يؤكدها الإسلام باستمرار.
الملوك الهاشميين للأردن
بدأ القادة الهاشميون بقيادة الأردن حسب التسلسل الآتي بعد الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف الحسين وتأسيس إمارة شرق الأردن في عام 1921م:
جلالة الملك عبدالله الأول: وهو الابن الثاني للشريف الحسين بن علي، وكان يتقن اللغتين التركية والعربية، وبرع في العلوم العسكرية، والتاريخ، والجغرافيا، والحساب، وقد كان شاعراً وأديباً، ولديه العديد من المؤلفات الأدبية والسياسية، كما أن له العديد من الإنجازات، وأهمها:
تأسيس إمارة شرق الأردن، وتأليف أول حكومةٍ أردنية مركزية في الحادي عشر من شهر نيسان عام 1921م، واستثناء الأردن من وعد بلفور عام 1922م، وتأسيس الجيش العربي عام 1923م، وإصدار القانون الأساسي الذي نظم السلطات الثلاث: التنفيذية، والتشريعية، والقضائية عام 1928م، وإجراء أول انتخاباتٍ تشريعية عام 1929م، وإعلان استقلال الأردن التام في الخامس والعشرين من شهر أيار عام 1946م، وبعدها تمّ تعيينه ملكاً دستورياً للبلاد بلقب ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وتمّ إعلان قرار وحدة الضفتين في عهده؛ وذلك في شهر نيسان عام 1950م.
جلالة الملك طلال: وهو ابن الملك عبدالله الأول، وعُرِف بشغفه بقراءة الكتب التاريخية والسِّيَر، وكلامه القليل، وصراحته في قوله وعمله، وقد أصبح ولياً للعهد في السابع عشر من شهر آذار عام 1947م، ثمّ تمّ تعيينه ملكاً دستورياً على المملكة الأردنية الهاشمية في السادس من شهر أيلول عام 1951م، وبالرغم قصر عهده إلّا أنّ له العديد من الإنجازات، وأهمها: إصدار الدستور الأردني عام 1952م، وإقرار قانوني ديوان المحاسبة وقانون خط السكة الحديدية عام 1952م، وإقرار حق التعليم المجاني لجميع المواطنين، وتوقيع "اتفاقية الضمان الجماعي العرب" في عام 1952م؛ بهدف توطيد العلاقات بين الأردن والدول العربية المجاورة.
جلالة الملك الحسين: وهو أكبر أبناء الملك طلال -طيب الله ثره-، وعُرِف بشغفه بالرياضات المختلفة كالسباق، والتزلج، والغوص، واقتناءه آلاف الكتب؛ فقد كان قارئاً متميزاً في مختلف المجالات، وقد تمّ تعيينه ولياً للعهد في التاسع من شهر أيلول عام 1951م، ثمّ نودي به ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية في الحادي عشر من شهر آب عام 1952م، بسبب مرض الملك طلال، وبعدها تولّى سلطاته الدستورية في الثاني من شهر أيار عام 1953م، بعد إتمامه سن الثامنة عشر، وتميّز حُكمه بالحكمة والحنكة والاقتدار، وقد استمرت فترة حكمه سبعة وأربعين عاماً خلال الفترة الممتدة من عام 1952م وحتى عام 1999م؛ التي نهض خلالها بالأردن؛ إذ إنّ فترة حكمه كانت مليئةً بالازدهار، والنموّ، والاستقرار.
جلالة الملك عبدالله الثاني: وهو الابن الأكبر لجلالة الملك الحسين -طيب الله ثره-، وتلقى تعليماً عسكرياً وأكاديمياً، وقد تمّ تعيينه ولياً للعهد في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني عام 1999م، وبعدها تسلّم سلطاته الدستورية، وأصبح ملكاً للمملكة الأردنية الهاشمية في السابع من شهر شباط عام 1999م، وتجدر الإشارة إلى أن لديه العديد من النشاطات والإنجازات في المجالات المختلفة على المستويَين المحلي والعالمي