كرد فعل طبيعي لمشاعر الأمومة، تخشين على طفلك الرضيع حتى من نسمة الهواء، وتراقبين جميع حركاته وأصواته التي يصدرها تلقائيًا، لتتأكدي من أنه بصحة جيدة، وقد تفسرين بعض الأعراض الطبيعية التي يمر بها أنها مشكلة أو مرض ما قد أصابه وينتابك الفزع، من ضمن الأعراض الأكثر شيوعًا التي تصيب الأطفال الرضع هي الزغطة والخنفرة والعطس، وتشعر الأم بالقلق إذا ما لاحظت أيًا من هذه الأعراض على طفلها الرضيع، خاصة إذا كانت تمر بتجربة الأمومة للمرة الأولى وليس لديها معلومات كافية عن الطبيعي وغير الطبيعي في حياة الأطفال الرضع، في هذا المقال نعرفك بأسباب الزغطة عند الرضع، ونقدم لك أيضًا أسباب الخنفرة والعطس، وذلك ليطمئن قلبك وتهدأ نفسك، ولتعلمي كيفية التعامل مع هذه الأعراض في حال حدوثها. تعتبر الزغطة والخنفرة والعطس من الأمور الطبيعية للأطفال حديثي الولادة، وغالبًا ما تحدث عند الأطفال الرضع في أول ستة أشهر وتختفي تلقائيًا، إليك بالتفصيل كل ما تحتاجين معرفته حول الأعراض الثلاثة.
الزغطة عند الرضع الزغطة
لن تزعج طفلك مثل الكبار ولكنه قد يتوقف قليلًا عن الرضاعة متى بدأت الزغطة، ولتهدئي الزغطة عند طفلك الرضيع، يمكنكِ أن تحمليه في وضع رأسي وتدلكي ظهره أو تضعيه على ركبتيكِ وتهزيه بلطف مع التربيت على ظهره، كما يمكنك أيضًا تقديم اللهاية له، فقد يساعد مص اللهاية في استرخاء الحجاب الحاجز ووقف الزغطة. تحدث الزغطة بسبب ضعف الحجاب الحاجز لدى الطفل، والانقباض المفاجئ لعضلات التنفس والتقلصات التشنجية اللا إرادية التي تحدث في الحجاب الحاجز، ما يؤدي إلى إدخال الهواء إلى الرئتين، ولكنها تختفي تلقائيًا عندما تقوى أعضاؤه، وعند حدوث الزغطة أرضعيه وسرعان ما ستزول الزغطة.
هل الزغطة دليل على شبع الرضيع؟
غالبًا ما تحدث نوبات الزغطة المتكررة خلال الرضاعة وخصوصًا الرضاعة الصناعية، وهي حالة طبيعية تحدث من فترة لأخرى وبصورة متكررة خلال الشهور الأولى من عمر الطفل الرضيع، وهي دليل على أن طفلك سليم وأن معدته ممتلئة بالطعام وأنه يهضم جيدًا، لذا عليكِ ألا تنزعجي منها، لأنها ستمكنك من معرفة كفاية الرضعة لصغيرك.
الخنفرة عند الرضع
الخنفرة أو انسداد الأنف هي أمر طبيعي في أول ستة أشهر في حياة الأطفال الرضع، وتحدث بسبب: عدم نضوج الجهاز التنفسي.
تراكم إفرازات من عملية الولادة، وبقايا السائل المحيط بالطفل الرضيع.
ضيق فتحتي الأنف عند الأطفال الرضع. حساسية الأنف، بسبب العطور أو الدخان أو الأتربة.
احتقان الأنف في فصل الشتاء.
وتظل الخنفرة عند الأطفال الرضع طبيعية ما لم تصاحبها أعراض أخرى، مثل الكحة أو السعال أو قيء مصحوب ببلغم أو إصدار صوت من الصدر أوحرارة، أو إذا كانت تؤثر في رضاعة الطفل، وتقل الخنفرة تدريجيًا عند الشهر الثالث، وتختفي عند الشهر السادس بعد أن تكبر فتحات أنفه ويرتفع حاجز الأنف.
علاج الخنفرة عند الرضع
إليك مجموعة من النصائح لمساعدتك في تهدئة حالة الخنفرة عند طفلك الرضيع:
يمكنكِ استخدام محلول ملحي ووضع بضع قطرات في أنف طفلك الرضيع. استخدمي حقنة لشفط المخاط أو أداة شفط المخاط المطاطية، لتسليك أنف طفلك.
استخدمي سلاكة الأذن برفق، لإزالة الإفرازات من أنف طفلك. احرصي على إرضاعه بانتظام، لأن حليب الأم غني بالمضادات الحيوية.
حاولي إبقاء طفلك بوضعية عمودية، يمكنك رفعه بالوسائد عند نومه، لكي لا ينزعج من المخاط.
احرصي على تهوية حجرة وفراش الطفل الرضيع.
عبئي حوض الاستحمام بالماء الساخن، واستفيدي من البخار بتعريض طفلك الرضيع له، ليساعده في نزول المخاط.
قد ينتاب طفلك الرضيع حالة من العطس فتعتقدين أنه مصاب بالبرد أو بالحساسية، ولكن العطس المُتكرر يُعد أمرًا طبيعيًا للغاية بالنسبة للأطفال الرضع وخاصة الأطفال حديثي الولادة، لأنهم يعطسون من أجل تنقية ممراتهم الأنفية والتنفسية من الانسداد، وهو نتيجة طبيعية لتعرض الطفل الرضيع لعوامل لم يكن يتعرض لها داخل بطن الأم.
لذا يحاول الأطفال الرضع أن يتعودوا على الهواء الطبيعي بعد خروجهم من بطون أمهاتهم، ولأن الهواء في الجو يكون محملًا بغبار وأتربة، لذلك فإن العطس مفيد لينظف أنفهم، بل ويُعَد العطس مؤشرًا جيدًا على صحته، لأنه يعني أن جسمه بدأ تكوين مناعته.
قد يعطس طفلك الرضيع بعد الرضاعة ليفتح أنفه، لأنه خلال الرضاعة قد يغلق أنفه مؤقتًا بسبب ضمه إليك، كما قد يتكرر عطسه كلما فتح عينيه وتعرض لضوء قوي.
وفي كل الأحوال بشكل عام، يتنفس الأطفال من أفواههم في المراحل الأولى من العمر، ولذلك تجدين أن طفلك الرضيع يكون بحاجة إلى تنقية أنفه بشكلٍ متكرر من خلال العطس
ختامًا، حاولنا من خلال المقال أن نعرفك بأسباب الزغطة عند الرضع، بالإضافة إلى تعريفك بأسباب الخنفرة والعطس، ولكن عليك استشارة الطبيب، في حالة إذا كان طفلك الرضيع يعاني من صعوبة في التنفس، أو يسعل أو يعطس باستمرار، أو يعاني من الحمى، أو لا يأكل كثيرًا كالمعتاد، أو ينام أكثر من المعتاد.