يشير فرط النشاط لدى الأطفال إلى قيام الطفل ببعض التصرفات الاندفاعيّة أو المتهورة، وزيادة حركته، وعدم قدرته على التركيز لفترةٍ طويلة، وسهولة تشتّته، بالإضافة إلى القيام ببعض الأفعال العدوانيّة، وغيرها من الأفعال المشابهة، كما يمكن ملاحظة بعض التصرفات على الطفل مثل؛ كثرة الكلام، والتململ، وصعوبة القيام ببعض الأنشطة الهادئة كالقراءة. وتجدر الإشارة إلى أنّه في كثير من الحالات يصعب تقييم حركة الطفل أو درجة فرط النشاط لديه؛ إذ يعتمد ذلك غالباً على المراقب لحالة الطفل، فقد يرى البعض أنّ حركته مفرطةً بينما يرى البعض الآخر أنّ حركته طبيعية، إلّا أنّ بعض الأطفال يكون من الواضح فرط حركتهم بالمقارنة مع الأطفال الآخرين، وقد يسبّب لهم ذلك مشاكل في المدرسة، ويؤثر في قدرتهم على تشكيل صداقاتٍ جديدةٍ أو التعامل مع الأطفال الآخرين، أو يؤدي إلى تعرّضهم للتنمّر والتسلّط، والعقاب المتكرّر نتيجةً للأفعال الصادرة عنهم، ممّا قد يؤدي إلى شعورهم بعدم السعادة أو الاكتئاب، ومن الجدير بالذكر أنّ فرط نشاط الطفل ينخفض غالباً مع التقدّم في العُمُر، وقد يزول بشكلٍ نهائيٍّ في سنّ المراهقة.
أسباب فرط النشاط لدى الأطفال
يعتبراضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (بالإنجليزية: Attention deficit hyperactivity disorder) واختصاراً ADHD، واحداً من الاضطرابات الرئيسية المرتبطة بفرط النشاط، حيث يعاني منه قرابة 11% من الأطفال؛ وذلك وفقاً لإحصائيات مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) ولكنّه ليس السبب الوحيد الذي يؤدي إلى فرط نشاط الطّفل. وهنا تجدر الإشارة إلى وجود العديد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى مشكلة فرط النشاط عند الأطفال، نذكر منها ما يأتي:
التوتّر: قد يؤدي تعرّض الطفل إلى التوتّر أو الضغط النفسيّ الناجم عن بعض الأحداث غير الاعتياديّة؛ مثل الانتقال إلى العيش في منزل جديد أو قدوم مولودٍ جديدٍ إلى العائلة، إلى فرط نشاط الطفل، كما تجدر الإشارة إلى أنّ الطفل يمكن أن يتأثر ببعض الأحداث التي تزيد توتّر الوالدين؛ كوجود مشاكل في العلاقة بينهما أو وجود مشاكل ماديّة، لذلك يجب الحرص على تقديم المزيد من الدعم والطمأنينة للطفل خلال هذه الظروف، ومحاولة منح الطفل روتين حياةٍ ثابتٍ ومتوقّعٍ قدر الإمكان.
المشاكل النفسيّة: يمكن أن يعاني الطفل من مشكلة فرط الحركة نتيجة التعرّض لأحد المشاكل النفسيّة؛ مثل القلق النفسيّ (بالإنجليزية: Anxiety)، كما قد يؤدي تعرّض الطفل لصدمةٍ نفسيةٍ نتيجة حدثٍ مخيف إلى فقدان الطفل للتركيز، وتجدر في هذه الحالة مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة وتحديد طرق العلاج المناسبة. المشاكل الغذائية: أظهرت عددٌ من الدراسات أنّ تناول الأطفال لأنواع معيّنةٍ من الأطعمة كتلك التي تحتوي على الملوّنات الغذائيّة والمواد الحافظة، يؤدي إلى فرط الحركة لديهم، لذلك يجب في حال الشكّ بتسبّب نوعٍ محدّدٍ من الأطعمة بفرط نشاط الطفل تجنّب تقديم هذا الطعام إلى الطفل، أو استشارة الطبيب حول النظام الغذائيّ المناسب للطفل.
المشاكل الصحيّة:قد تؤدي إصابة الطفل بعددٍ من المشاكل الصحيّة كبعض الاضرابات الجينيّة، أو فرط نشاط الغدّة الدرقيّة إلى المعاناة من فرط النشاط، ويمكن مساعدة الطبيب على تحديد هذه المشاكل الصحية إن وجدت؛ من خلال إطلاعه على الأعراض التي تظهر على الطفل والتفاصيل المتعلقة بحالته.
عدم ممارسة التمارين والأنشطة: يمتلك الأطفال طاقةً ونشاطاً مرتفعاً لذلك يجب الحرص على ممارسة الأطفال لبعض التمارين الرياضيّة وتفريغ طاقتهم بأنشطةٍ مثمرةٍ لتجنّب المعاناة من فرط الحركة.
التعب الشديد: على الرغم من أنّ التعب يؤدي إلى الخمول وانخفاض النشاط عند الأشخاص البالغين، إلّا أنّ تعرّض الطفل للإرهاق يمكن أن يزيد من فرط النشاط لديه؛ نتيجة زيادة إنتاج الجسم لبعض الهرمونات مثل؛ الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline)، والكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol)، والتي بدورها تزيد من نشاط الطفل، لذلك يجب الحرص على حصول الطفل على قسطٍ كافٍ من النوم والراحة.
اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط يُعدّ اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أحد الاضطرابات الشائعة لدى الأطفال كما أشرنا سابقاً؛ إذ يؤثر في ملايين الأطفال حول العالم، وغالباً ما يستمر هذا الاضراب مع المُصاب حتى بعد مرحلة البلوغ.
ورغم عدم وجود علاجٍ شافٍ لهذا الاضراب إلى الآن، إلّا أنّ هناك العديد من الخيارات العلاجيّة التي تساعد على التخفيف من الأعراض المصاحبة للاضطراب خصوصاً في حال تمّ تشخيص الحالة في وقتٍ مبكّر.
وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض حالات اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لا تكون مصحوبةً بامتلاك الطفل لطاقةٍ عاليةٍ وتتركّز على أعراض ضعف الانتباه وأعراضٍ أخرى، كما أنّ هذا الاضطراب يصيب الأطفال الذكور أكثر من الإناث، وتوجد عددٌ من العلامات والأعراض بالإضافة إلى مشاكل ضعف الانتباه وفرط النشاط، والتي يمكن من خلالها تمييز إصابة الطفل بهذا الإضطراب، نذكر منها الآتي:
معاناة الطفل من صعوبة التحكّم في مشاعره وسهولة الشعور بالإحباط والقهر، ممّا يؤثر في علاقاته الاجتماعيّة، ويؤدي إلى شعوره بعدم الثقة بالنفس والعزلة.
معاناة الطفل من صعوبة معالجة المعلومات، إذ يجعله فرط النشاط غير قادرٍ على التعامل مع المعلومات ببطئٍ كافٍ لمعالجتها بدقة، ممّا يسبّب له مشاكل في المدرسة نتيجة عدم استجابته للتعليمات أو عدم إدراكه المُراد من الكلام.
معاناة الطفل من صعوبة القيام ببعض الوظائف التنفيذيّة، مثل ترتيب الأوليّات، والانتباه، والتخطيط، والتنظيم، وتذكّر التفاصيل، ممّا قد يؤدي إلى صعوبة تعامل الطفل المصاب بهذه الحالة مع بعض المواقف الحياتيّة المختلفة.
معاناة الطفل من تأخّر النضوج النمائي مقارنةً مع أقرانه، حيثُ يُلاحظ قيامه بأفعالٍ لا تتناسب مع عمره، كما تتأثر قراراته وأحكامه؛ بحيث يُلاحظ قيامه ببعض الأفعال المؤذية، أو اتخاذه أصدقاء غير مناسبين، أو إقدامه على فعل المخاطر.