1 min read
21 Mar
21Mar

عمليّة أطفال الأنابيب

بالنظر إلى مراكز مُكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) قُدّر أنّ ما يُقارب 1.6% من الأطفال الذين يولدون في الولايات المُتّحدة سنوياً تمّت عمليات الحمل بهم عن طريق تقنيات التّلقيح بالمُساعدة (بالإنجليزية: Assisted reproductive technology)، وفي الحقيقة تُعدّ عمليّة أطفال الأنابيب (بالإنجليزية: In vitro fertilization or IVF) من أكثر أنواع تقنيات التلقيح بالمُساعدة كفاءةً في رفع نسبة احتمالية حمل المرأة، وتتمّ هذه العمليّة عن طريق تخصيب البويضة خارج الجسم في إناء المختبر، وبعدها تتمّ زراعة هذه البويضة المُخصّبة داخل رحم الأم، ويُمكن اعتماد عمليّة أطفال الأنابيب في حال كانت محاولات الحمل باستخدام العلاجات الأخرى لا تُجدي نفعاً.

أسباب فشل عملية أطفال الأنابيب 

في الحقيقة تُعتبر عمليّة أطفال الأنابيب مُكلِفة، لذلك عادةً ما يقوم الزوجان بتجربة علاجات الخصوبة الأخرى في البدايةً، مثل أخذ أدوية الخصوبة، أو القيام بعمليّة التلقيح الاصطناعيّة داخل الرحم، قبل الشروع بعملية أطفال الأنابيب.

ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من العوامل التي تتسبّب بفشل عمليات أطفال الأنابيب، منها ما يمكن تجنبه وبالتالي يمكن للمرأة الحمل بعد تكرار العملية، ومنها ما يصعب تجنبه ولكن يمكن بذل الجهد لمحاولة إنجاح الحمل، وفيما يأتي بيان أهمّ عوامل فشل أطفال الأنابيب:

عمر الأنثى: حيث يُعتبر عمر المرأة عاملاً مهماً في نجاح أو فشل أطفال الأنابيب، ويمكن تفسير ذلك بانخفاض عدد البويضات بتقدم المرأة في العمر، بالإضافة إلى تراجع كفاءتها، ويجدر بالذكر أنّ أول تراجع ملحوظ في عدد وكفاءة البويضات يبدأ ببلوغ المرأة الثلاثين من العمر، ثم يزداد هذا التناقص بسرعة بعد عمر 37 سنة، حيث تكون فرصة نجاح عملية أطفال الأنابيب باستخدام بويضات المرأة ذاتها هي 32% للنساء اللاتي تبلغ أعمارهنّ 35 عاماً، بينما تكون النسبة 16% في عمر 40 سنة.

كفاءة ونوعيّة الجنين: حيث يقوم أخصّائيو الإخصاب بتقييم نوعية البويضة اعتماداً على عمر المرأة وعدد خلايا البويضة، فالبويضة المخصبة تبدأ وحيدة الخليّة وتستمرّ بالانقسام حتى تُصبح مُتعدّدة الخلايا، ويُفضل أن تتكوّن بعد ثلاثة أيام من لحظة التخصيب من ست إلى سبع خلايا، وذلك لأنّ البويضات التي تحتوي على عددٍ أقل من الخلايا، تكون احتمالية نجاح زراعتها أقل، وبالتالي تزيد فرصة فشل عملية أطفال الأنانبيب.

استجابة المبايض: (بالإنجليزية: Ovarian Response)، بشكل عام عندما تكون كميّة البويضات المُنتجة كبيرة، تكون فُرصة نجاح دورة أطفال الأنابيب أكبر، ويجدر بالذكر أنّ مبايض بعض النساء لا تكوّن الكثير من الجريبات (بالإنجليزية: Follicles)، وذلك لأنّها لا تستجيب لأدوية التخصيب المُستخدمة قبل عمليّة أطفال الأنابيب لتحفيز إنتاج البويضات، ويُعزى ذلك لأسباب عديدة، منها تجاوز المرأة السابعة والثلاثين من العمر، أو ارتفاع نسبة الهرمون المُنشّط للحوصلة (بالإنجليزية : Follicle-stimulating hormone) واختصاراً FSH، أو أنّ عدد البويضات المُتبقّية في المبايض مُنخفض، حيث إنّ عمليّة أطفال الأنابيب قد تفشل في حال كان هناك أقل من ثلاثة جُريبات ناضجة.

مشاكل عمليّة الزراعة: من الجدير بالذكر أنّ فقدان الحمل أو الإجهاض بعد الخضوع لعمليّة أطفال الأنابيب يمكن أن تُعزى لوجود اضطرابات في الرحم، مثل وجود السليلة أو البوليب (بالإنجليزية: Polyp)، أو الورم اللّيفي، وإنّ كثيراً من أخصائيي الإخصاب يؤمنون بأنّ فشل معظم عمليّات الزراعة يُعزى لتوقّف الجنين عن النّمو، ورُبّما يكون ذلك نتيجة لوجود خلل جينيّ يؤثر في تطوّر الجنين.

عوامل أخرى: ومن هذه العوامل التدخين، إذ يُقلل التدخين احتمالية نجاح عمليات أطفال الأنابيب بما نسبته 50%، لما يترتب عليه من قلة عدد البويضات وارتفاع احتمالية الإجهاض، وتقل فرصة نجاح العمليّة بنسبة 50%، ويُمكن أن تُقلّل السُّمنة أيضاً من فُرصة حدوث الحمل، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل شُرب الكحول، وتعاطي الأدوية الممنوعة قانونيّاً، وشُرب كميات كبيرة من الكافيين، وتناول بعض أنواع الأدوية.

دواعي إجراء عمليّة أطفال الأنابيب

يلجأ الأزواج لخيار أطفال الأنابيب في الحالات التي يُعاني فيها أحدهما أو كلاهما من العقم، وذلك بعد تجربة الحلول الأخرى، ومن الحالات التي غالباً ما تحتاج لإجراء عمليات أطفال الأنابيب ما يأتي:

قِلة خصوبة المرأة بعد تجاوزها الأربعين من العمر.

انسداد أو تَلَف قنوات فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tubes)

. قِلّة نشاط المبايض عند الأنثى.

إصابة المرأة بالانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis)

. ظهور الورم اللّيفي في الرحم (بالإنجليزية: Uterine fibroid)

. عُقم الرجل؛ مثل قِلة عدد الحيوانات المَنويّة لديه أو حدوث تشوُّه في شكلها.

العقم مجهول السبب.

ما بعد عمليّة أطفال الأنابيب 

بعد القيام بعمليّة زراعة أطفال الأنابيب ونقل الجنين إلى الرحم، تستطيع المرأة العودة إلى عملها وأنشطتها المُعتادة بشكلٍ طبيعيّ، وذلك بالرغم من انتفاخ المبايض في هذه الفترة، ولكن يجب على المرأة تجنُّب الأعمال الشاقَّة التي تُسبّب عدم الراحة، وفي ظل هذا الكلام تجدر الإشارة إلى احتمالية ظهور بعض الآثار الجانبية لعمليات أطفال الأنابيب، نذكر منها ما يأتي :

ظهور كميّات صغيرة من سائل شفاف أو دمويّ لفترة قصيرة بعد القيام بالعمليّة، وذلك بسبب قيام الطبيب بتنظيف عنق الرحم قبل نقل الجنين.

الشعور بألم عند لمس الثّدي وذلك بسبب ارتفاع هرمون الإستروجين.

حدوث انتفاخ خفيف في البطن.

الشعور بآلام أو تشنجات بسيطة.

المعاناة من الإمساك.

Comments
* The email will not be published on the website.