فوائد الرضاعة الطبيعية لجسم الأم
تشير الدراسات إلى أنّ الرضاعة الطبيعية تساعد على تحسين صحة الأطفال الرضع وصحة الأمهات أيضًا، حيث تقوي الرضاعة الطبيعية المرأة جسديًا وعاطفيًا أثناء إرضاع طفلها، فقد وُجد أنّ إنتاج هذا الحليب وإرضاعه للطفل يدعم صحتها، بالإضافة إلى تغذية الطفل الرضيع.
الترابط بين الأم والطفل
تعزز الرضاعة الطبيعية الترابط بين الأم وطفلها، حيث إنّ إطلاق الهرمونات في جسم الأم أثناء الرضاعة يزيد من رابطة الأمومة، حيث إنّ قدرة المرأة على إنتاج حليب يحتوي جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها طفلها يمكن أن يمنحها شعورًا بالثقة، بالإضافة إلى أنّ حمل الطفل باتجاه ثدييها يمنح معظم الأمهات تجربة نفسية أقوى من حمل الجنين داخل الرحم، والعلاقة بين الأم والطفل تزيد وتتأصل أثناء الرضاعة الطبيعية، وبالتالي تتحسن الصحة العاطفية للأم، وتقل مشاعر القلق، وتزيد مشاعر الاتصال ما بين الأم وطفلها، وهذا الشعور يقوي أسس الصحة الجسدية والنفسية للسنوات القادمة لكليهما، ويجدر الإشارة إلى أنّ هناك رابط ما بين تعليم الزوجين ودعمهما في كيفية التعامل مع الصعوبات الشائعة وارتفاع معدلات الرضاعة الطبيعية، كما أنّ دعم الأم أثناء الرضاعة الطبيعية يمكن أن يساعد على توطيد الروابط العائلية وبناء رابطة أبوية بين الأب والطفل.
إفراز بعض الهرمونات
أثناء الرضاعة الطبيعية يتم إفراز بعض الهرمونات الجيدة مثل: هرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin) الذي يزيد الإحساس بالسلام، والذي من شأنه أن يساعد الأم على الاسترخاء والتركيز على رضيعها، كذلك يتم إفراز هرمون الاكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) الذي يعزز الشعور القوي بالحب والترابط ما بين الأم ورضيعها، ولذلك تشعر العديد من الأمهات بالفرح والرضا من المشاركة العاطفية والجسدية مع أطفالهم أثناء الرضاعة، وقد تكون هذه المشاعر الإيجابية إحدى الأسباب التي تجعل الكثير من النساء اللواتي قمن بإرضاع طفلهم الأول بإرضاع الأطفال الذين يتبعونه فيما بعد، ويجدر التنويه إلى أنّ المرضعة قد تشعر ببعض الانقباضات الخفيفة أثناء الرضاعة وذلك في الأسابيع القليلة الأولى من الولادة، بسبب تقلص الرحم إلى حجم ما قبل الحمل.
فقدان الوزن
تصل عدد السعرات التي يتم حرقها أثناء الرضاعة الطبيعية وشفط الحليب إلى 500 سعر حراري يوميًا، وذلك يعادل ركوب الدراجة لمدة ساعة تقريبًا، وهذا من شأنه أن يساعد على التخلص من أي وزن زائد تكتسبه الأم أثناء الحمل، ولكي تفقد الأم الوزن الزائد عليها التحلي بالصبر لإنّه في الغالب سيستغرق ذلك بعض الوقت، لأجل ذلك يجب الاستمرار بالرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر للحصول على نتيجة جيدة من فقدان الوزن.
المباعدة بين الولادات
تمنح الرضاعة الطبيعية وسيلة حماية طبيعية لمنع الحمل، إلّا أنّه ومن المسلم به أنّ الرضاعة الطبيعية لا تُعد وسيلة موثوقة لمنع الحمل مقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى كحبوب منع الحمل، وهناك بعض الإرشادات التي يجب اتباعها لكي تمنع الرضاعة الطبيعية عملية التبويض والحمل مثل: الإرضاع على الأقل مرة كل أربع ساعات خلال الليل والنهار، وعدم إعطاء الطفل أي رضاعة صناعية، وألا تكون الدورة الشهرية قد عادت من بعد الولادة، ويجب أن تبدأ الأم بالرضاعة الطبيعية خلال أقل من ستة أشهر من بعد الولادة، ومن الجدير بالذكر أنّ الرضاعة الطبيعية الليلية هي أكثر وسيلة مهمة لانقطاع الحيض الإرضاعي (بالإنجليزية: Lactational amenorrhea)، ولأجل ذلك يجب عدم السماح للطفل بالاستغراق في النوم أثناء إرضاعه خلال الليل، لإنّ ذلك هو السبب الرئيسي المسؤول عن عودة الإباضة مجددًا، كذلك تدريب الطفل على النوم قبل الوقت المحدد قد ينشط عملية التبويض أيضًا.
تأخير الحيض
الرضاعة الطبيعية تتسبب بإفراز هرمون البرولاكتين الذي يثبط إفراز هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) وهرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) وبالتالي منع حدوث الإباضة، أي أنّ اعتماد الرضاعة الطبيعية بشكل كامل دون استخدام الرضاعة الصناعية سيؤدي إلى تأخير التبويض، وبالتالي تأخير الدورة الشهرية، وعند انخفاض مستوى البرولاكتين يبدأ هذان الهرمونان بالارتفاع وبالتالي حدوث الإباضة والحيض، وذلك يحدث غالبًا بعد عدة أشهر حتى وإن استمرت الأم بالرضاعة الطبيعية، فالعديد من المرضعات يشهدن عودة الحيض بعد مضي ما بين 6-8 أشهر بعد الولادة والبعض الآخر قد يستمر انقطاع الحيض لديهن لمدة عام كامل.
تعزيز صحة الأم النفسية
تعزز الرضاعة الطبيعية من صحة الأم العاطفية، وذلك عن طريق ما يأتي:
زيادة الراحة والهدوء، حيث إنّ الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يبكون بشكل أقل من غيرهم، وتقل لديهم حالات الإصابة بأمراض الطفولة، وذلك ينعكس بالإيجابية على جميع أفراد الأسرة. إنتاج هرمونات الاكسيتوسين والبرولاكتين المهدئة طبيعيًا، والتي تساعد على الحد من الإجهاد والتوتر، وتدعم المشاعر الإيجابية لدى الأم المرضعة.
زيادة قدرة الأمهات المرضعات على قراءة إشارات أطفالهن، وتعليم الطفل الثقة بمقدمي الرعاية، وهذا يساعد على تشكيل السلوك المبكر للرضيع. تسهيل التنقل والسفر، فحليب الثدي دائمًا يكون نظيفًا ودرجة حرارته مناسبة.
تعزيز ملامسة الجلد للجلد، وزيادة الملامسة والمداعبة بين الأم والطفل، حيث إنّ الترابط العاطفي خلال السنوات الأولى من حياة الطفل مع أمه يساعد على الحد من المشاكل الاجتماعية والسلوكية لدى الأطفال والبالغين.
التأثيرات الصحية طويلة المدى
هناك علاقة طردية ما بين عدد الأشهر التي تقضيها الأم في الرضاعة الطبيعية وما بين التأثير الإيجابي للرضاعة الطبيعية على الناحية الصحية طويلة المدى للأم، حيث إنّ الرضاعة الطبيعية لها تأثيرات صحية طويلة الأجل تحميها ضد مجموعة واسعة من الأمراض التي تهدد الحياة
نذكر منها ما يأتي: سرطانات الجهاز التناسلي: تزداد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي لدى الأمهات اللاتي يلدن طفلهن الأول بعد عمر 25 عامًا، والأمهات اللواتي لديهن أقل من أربعة أطفال مقارنة بنظائرهن من الأمهات اللاتي أنجبن طفلهن الأول في سن مبكرة والأمهات اللواتي أنجبن الكثير من الأطفال، إلا أنّ هناك بعض الأبحاث التي أشارت إلى أنّ الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر وأكثر تقلل احتمالية خطر الإصابة بسرطان الثدي، كذلك اعتماد الرضاعة الطبيعية لوحدها لفترات طويلة يقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض (بالإنجليزية: Ovarian Cancer) وسرطان بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial Cancer) طوال حياتها، وذلك قد يعود إلى أنّ الرضاعة الطبيعية تمنع الإباضة وتكبح هرموناتها التي تلعب دوراً هاماً في تكوين هذه السرطانات، أيضًا تحمي الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بسرطان الرحم.
هشاشة العظام: تقلل الرضاعة الطبيعية احتمالية الإصابة بهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث، وذلك لإنّه عندما تمر المرأة بفترة الحمل والرضاعة يمتص جسمها الكالسيوم من الغذاء بكفاءة أكبر، وتكون عظام الأم وخاصة تلك الموجودة في الوركين والعمود الفقري أقل كثافة في فترة الفطام، ولكن بعد مضي ستة أشهر تصبح أكثر كثافة مقارنة بما قبل الحمل.
اكتئاب ما بعد الولادة: تقلل الرضاعة الطبيعية من فرصة الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وذلك لإنّ الرضاعة الطبيعية تمكن هرمونات الحمل من الانخفاض تدريجياً بدلاً من الانخفاض المفاجئ والحاد.
سرطان المريء وسرطان الغدة الدرقية: توصلت بعض الدراسات إلى أنّ الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بسرطان المريء وسرطان الغدة الدرقية.
عدوى الجهاز البولي: (بالإنجليزية: Urinary tract infection) الرضاعة الطبيعية قد تمنع الإصابة بعدوى الجهاز البولي التي قد تسبب الشعور بالألم.
أمراض القلب والأوعية الدموية: تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما وتقلل من ارتفاع ضغط الدم.
أمراض أخرى: تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بمرض السكري، والتهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، ومرض الذئبة (بالإنجليزية: Lupus)، والانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis)
. توفير المال تحقق الرضاعة الطبيعية بعض الفوائد على الصعيد المالي وهو أمر يستحق أخذه بعين الاعتبار، ففي حال إرضاع الطفل رضاعة طبيعية بشكل كامل لن يحتاج الأهل لشراء أي منتج تجاري بغرض إرضاع الطفل